2011/11/17

الإنتماء... طريق النماء

إن الفرد قوام ما ينتمي إليه من هيكلة متكاملة لبناء فكري، كان ذلك سياسي أم اجتماعي أو غيره من التوجهات، فساكنها يقف حارسا على أبوابها، مبتسما لزائريها، عالما بحالها، وموجها لرشادها، ومن ارتضوه ليحكم بينهم كان عمادا قويما إن هم أسندوه، معوجا إن جاملوه، هشا إن تركوه، فكلهم يقف على ثغرة من ثغرات بنيانهم، فما إن زاغ أحدهم عن جادته ولم يلتفت أليه الآخر، أتاهم العابث من قِبَله العذاب.

"الشريعة الإسلامية كيان رباني متكامل، اعتنى وحوى جميع توجهات البشرية الدنيوية ومصائرهم الأخروية"...  نعم، قول ذلك كوني منها فلا جدال فيه، ومن تتبع دارساً سطورها بعين المعرفة غير باغٍ عليها فلن يجد غير ذلك، إلا أن من قُدّر لهم أن يحملوا اسمها غير واعِيْن بها كثير! فمنهم من تقوقع على بعض من أسس الشريعة وحسبها كُله وصحبها بنعرات عاطفية ما تعدت كونها عادات جاهلية (لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ - المائدة: ٧٧) ومنهم من اكتفى بتسجيلها على أوراقه التعريفية و لسان حاله يقول هذا ما وجدنا عليه آبائنا! (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ الحجرات: ١٤) والحمد لله أن أوجد بينهم المهتدين إلى الصراط المستقيم (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ - النحل: ١٢٥)

الإيمان بالشيء ينتج قوى خارقة تتفاعل مع النقاط المستهدفة لتبلغ أقصى معدلات الإنتاجية، فكيف إذا كان ما آمنت به قد نزل من رب العالمين.